أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ
وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ وقد فاز المتقون.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ
وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ
بِمَا تَعْمَلُونَ(١٨)﴾
اخوة الإيمان، رحمني ورحمكم الله جيعا
وإِنَّ مِنْ أَمْراضِ القُلُوبِ الحَسَدَ وهُوَ
كَراهِيَةُ النِّعْمَةِ لِلْمُسْلِمِ وٱسْتِثْقالُها لَهُ وارادة الإِزالَةِ
تِلْكَ النِّعْمَةِ عَنْهوعَمَلٌ بِمُقْتَضَى ذَلِكَ. فَٱنْتَبِهْ يا اخوة الايمان،
إِنْ رَأَيْتَ نِعْمَةً عَلى أَخِيكَ فَكَرِهْتَها لَهُ وشَعَرْتَ في قَلْبِكَ
اسْتِثْقالَها لَهُ وتَمَنَّيْتَ زَوالَها وصَمَّمْتَ في قَلْبِكَ عَلى العَمَلِ
لإِزالَتِها أَوْ تَكَلَّمْتَ بِشَىْءٍ أَوْ عَمِلْتَهُ لإِزالَتِها فَٱعْلَمْ
أَنَّكَ قَدْ وَقَعْتَ في الْمَعْصِيَة.
وقَدْ أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ في القُرْءانِ أَنْ
يَسْتَعِيذَ مِنْ شَرِّ الحاسد في قَوْلِهِ تَعالى ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ(۱)مِن
شَرِّ مَا خَلَقَ(۲)
وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا
وَقَبَ(٣)وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ في العُقَدِ(٤) وَمِن شَرِّ حاسِدٍ إِذَا
حَسَدَ(٥)﴾ فَأَمَرَ اللهُ تَعالى أَنْ يُسْتَعاذَ
مِنْ شَرِّ الحاسِدِ إِذا حَسَدَ يَعْنِي إِذا أَظْهَرَ حَسَدَهُ فَعَمِلَ
بِمُقْتَضاهُ وعِنْدَئِذٍ يُؤَثِّرُ حَسَدُهُ في غَيْرِهِ أَمّا إِذا لَمْ
يُظْهِرْهُ فَلا يَتَأَذَّى بِهِ إِلاَّ الحاسِدُ لاِغْتِمامِهِ بِنِعْمَةِ
غَيْرِهِ.
اخوة الإيمان، رحمني ورحمكم الله جيعا
إِيّاكَ وَالحَسَدَ فَإِنَّما
قَتَلَ ابْنُ ءادَمَ أَخاهُ حِينَ حَسَدَهُ.
إِيّاكَ وَالحَسَدَ فَإِنَّ اللهَ
تَبارَكَ وتَعالى هُوَ الرَّزَّاقُ وقَدْ قَسَمَ الأَرْزاقَ بَيْنَ عِبادِهِ. فَلَنْ
تَأْكُلَ نَفْسٌ رِزْقَ غَيْرِها فَما قَدَّرَ اللهُ كائِنٌ لا يَتَغَيَّرُ،
فَمِنَ الجَهْلِ أَنْ يَعْمَلَ الْمَرْءُ عَلى إِزالَةِ نِعْمَةٍ عَنْ أَخِيهِ
لاِسْتِجْلابِها لِنَفْسِهِ فَإِنَّها إِنْ لَمْ تُكْتَبْ لَكَ فَلَنْ تَحْصُلَ
عَلَيْها وإِنْ كُتِبَتْ لَكَ فَلاَ بُدَّ أَنْ تَسْتَوْفِيَها فَلا تَشْغَلْ
قَلْبَكَ وَٱرْضَ بِما قَسَمَ اللهُ لَكَ وإِلاَّ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ، نَسْأَلُ
اللهَ السَّلامَة.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar