Ceramah bahasa arab (خطبة عن الشباب)




الحمد لله رب العالمين … الحمد لله الذي جعل القوة في شباب المسلمين
الصلاة و السلام على الرسول الأمين وعلى اله وصحبه أجمعين
عبادَ الله:
لقد أولى الإسلامُ عنايتَه بشريحة الشَّباب، ووجَّه الأنظارَ إلى العناية بهم ورعايته ؛ لأنَّهم أسرع استجابة للحقِّ، وأكثر انقيادًا . وإنَّ الإنسان في مراحل العمر أقوى ما يكون نشاطًا وجهدا ومحبَّة في حال الفتوَّة والشباب؛ ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].
فالشبابُ يُعتَبر ثروةَ الأمّة الغاليةَ , ولذلك ـ حث نبينا  على اغتنام مرحلة الشباب قبل المشيب، قال النبي  لرجل ((اِغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْل خَمْس: شَبَابك قَبْل هَرَمك, وَصِحَّتك قَبْل سَقَمك, وَغِنَاك قَبْل فَقْرك, وَفَرَاغك قَبْل شُغْلك, وَحَيَاتك قَبْل مَوْتك)). والغنيمة لا تكون إلا لشيء يخشى فواته وضياعه.
وإنَّ رسولنا الكريم صلَّى الله عليه وسلم حرَص على الاهتمام بالشَّباب ورِعايتهم، وتوجيهِهم في خِدمة الإسلام والمسلمين، جاء عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سبعةٌ يُظلُّهم اللهُ في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله عزَّ وجل...))؛ فذكر مِن بينهم: ((شاب نَشأ في طاعة الله))، اي تمسَّك بالفضائل والآداب الإسلاميَّة، ، ومَنع هواه من اتِّباع النَّفس و الشهوة،

واعلموا أيها الكرام
ما بعث الله نبيا إلا شابا،
 ولا أوتي العلمَ عالمٍ إلا شابا،
كما ذكر في قصة ابراهيم : (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم).
وقال جل شأنه: (وإذ قال موسى لفتاه)
و قد مدح الشباب في قوله تعالي (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )
فإن الشباب في كلِّ زمان ومكان – وفي جميع أدوار التاريخ إلى زماننا هذا – عماد الأُمة ، ومَبعث حضارتها، وحاملُ لوائها ورايتها، وقائدُ مَسيرتها إلى المجد والنصر.
وإن الإسلام لَم ترتفع في الإنسانية رايتُه، ولا على الأرض سُلطانه، ولَم تَنتشر في العالمين دعوته – إلاَّ على يد هذه الطائفة من مدرسة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – وتخرَّجت في جامعته الشاملة.
وفي المقابل نجد القرآن الكريم يضرب أمثلة أخرى للشباب المنحرف والضال والجاهل
كما قال تعالى عن حالة الانحراف في الشباب حيث العقوق للوالدين في الجهل والغي ، فقال تعالى : ( وَالذِي قَالَ لِوَالِدَيهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَن أُخرَجَ وَقَد خَلَت القُرُونُ مِن قَبلِي وَهُمَا يَستَغِيثَانِ اللهَ وَيلَكَ آمِن إِنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَاهَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ )
وفي هذا الزمان, نجد الان صورًا مؤسِفة عن شبابٍ الجهال، ولديهم قلَّة الوعي بالدين، شباب يَفتقدون للقدوة الصَّالحة.
لا يصلون ولا يصومون. لا يقرأون القران ولا يذكرون.وفي الخير هم متأخرون.
وقد روى الترمذي عن ابن مسعود عن النبي  قال: ((لا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاه؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاهُ؟ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ؟))، فالشاهد من الحديث هو قوله : ((وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاهُ؟)). فأنت ـ أيها المسلم ـ مسؤول أمام الله يوم القيامة عن هذا الشباب، وهو المرحلة التي يكون الإنسان فيها قويًا ، ماذا عمل فيه؟ وبماذا اشتغلت به؟
أيها المسلون
ماذا قدمت لنفسك عند الله غدا؟
هل أديت الواجبات والفروض التي طلبها الله منك ؟
 ثم هل استكملت كل ذلك بالمستحبات والنوافل؟
ما أحوجنا إلى شباب لَهم أهداف واضِحة، ونفوس أبيَّة، وبصيرة قويَّة.
ما أحوج أمَّة الإسلام إلى هذه النَّماذج المثاليَّة، ليكونوا مثالًا في سائر الأخلاق ومعالِي الأمور.
وعلينا يا دُعاة الإسلام أن نهتم بشبابنا؛ ، وعلينا أن ندعوَهم بالرِّفق والموعظة الحسنَة، وألا نكون عونًا للشيطان عليهم.
وأنتم أيها الشَّباب تمسَّكوا بكتاب ربِّكم، واهتدوا بهَدي رسولِكم صلى الله عليه وسلم، وتخلَّقوا بأخلاقه؛
وكونوا محبِّين لدينكم، متَّبعين لأسلافِكم من العلماء والمجاهدين والصَّالحين،.



Tidak ada komentar:

Posting Komentar